الخميس، 29 نوفمبر 2012

تمرين على المناقشة

تعتبر المناقشة في الكتابة الإنشائية في الفلسفة أساسية لأسباب متعددة:
أولا: لأن الفكر الفلسفي فكر حواري.
ثانيا: لأن مطلب المناقشة مطلب أساسي عند تصحيح أعمال، وإنجازات التلاميذ.
ثالثا: إن المناقشة تجسد مجموعة من القيم، من خلال قدرة النتعلم على عرض المواقف بشكل موضوعي. وتكشف عن قدرة المتعلم على استعاء معارفه وتوظيفها بشكل ملائم.
يجب أولا أن نتذكر المواقف المحاورة للأطروحة المناقشة، ثم نصوغ بشكل واضح أطروحته، ثم الحجاج التي استند إليها.
كما لا يجب أن نسسى أن المواقف يجب مقارنتها فيما بينها، أي وضع كل رأي في سياق مؤيد أو معارض، مع إبراز جوانب المعارضة أو التأييد.
مثال:
معرفة الغير
موقف ماكس شيلر - موقف عاستون بيرجي
مواقف متعارضة تماما. الأول يمكن معرفة الغير، الثاني: يستحيل معرفة الغير
نجد ماكس شيلر يذهب إلى:
الإنطلاق من التجربة المشتركة   
 لا يمكن فصل وحدة التعبير الإنساني إلى مظهر خارجي، وإ  حساس داخلي.
ندرك الغير باعتباره كلا.
في المقابل:
 الانطلاق من التجربة الخاصة
لا يمكن التعبير عنها، و لا نقلها
التواصل يتعذر بين الأنا والغير
بين الأنا والغير جدار سميك، لا يمكن تجاوزه (الحميمية).
هكذا نجد أن المواقف تطرح تقابلات يحب الإشارة إليها. وبعد ذلك يمكن صياغة تركيب موجز.

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الدرس الفلسفي


إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الدرس الفلسفي  
مقدمات أولية
لا يمكن أن نغفل داخل الفصل التغيرات التي يشهدها المجتمع، فالتلميذ بطبيعته منفتح على المستجدات، كما أن المنافسة جعلت تداول هذه الوسائل والآليات، وكذا المعلومات في متناول فئة عريضة من المتعلمين، مما يجعلها جزء من بنية الدرس الناجح.
     إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الدرس الفلسفي، موضوع فرض ذاته، على المدرس أولا، ثم المؤطر التربوي ثانيا، يستمد الموضوع راهنيته من أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصال داخل المجتمع ككل، حيث أصبحت المعلومة هي مصدر القوة داخل المجتمعات، وإدماجها في التعليم سيجعل منه أكثر حيوية، وفعالية، ودينامية، وانفتاحا على الواقع، وبالتالي يعمم قيم التعاون والاستقلالية في نفس الوقت، مما سييسر التكوين الذاتي، أو التكوين عن بعد. وبهذا ستوفر التكنولوجيا الوقت والجهد والمال. لهذا يمكننا أن نستنتج مدى أهمية إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في درس الفلسفة. كما تكمن أهميتها في كسر الحواجز بين التخصصات، وذلك سيعيد للتعلم كليته ووحدته. ويمكننا التذكير بأن إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالمجال التربوي بالمؤسسة التعليمية يندرج في إطار مشروع وطني متكامل. تجسد من خلال المحاور الكبرى لمشروع  GENIE وهي : أولا:  قيادة البرنامج، ثانيا:  تطوير استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المجال التربوي، ثالثا: محور التجهيز والبنية التحتية، رابعا: التكوين، وخامسا: تطوير وملائمة الموارد الرقمية.
   وإذا كانت هذه العمليات أساسية فإنها بالنسبة للمدرس داخل الفصل تبقى غير كافية، إذ نجد تحديات أخرى تواجهه، إذ أننا بحاجة إلى عمل الفريق القادر وحده على تدليل الصعاب التي تواجه الأستاذ في ممارسته اليومية، كاستعمال البرانم الجديدة أو السبورة التفاعلية TBI، أو أشرطة وثائقية أو الأفلام التي  يمكن أن تغني مضمون المفاهيم أو القضايا المدروسة. والأستاذ بحاجة أكثر إلى التحفيز على توظيف الوسائل الجديدة بدل الممارسة التقليدية، وهذا يتطلب المصاحبة والتقاسم... لهذا فنحن بحاجة إلى اجتهادات منهجية وبيداغوجية، قصد الاستئناس باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال أولا في أفق إرساء ممارستها بشكل مألوف ومعتاد .. على أمل الإبداع المحلي للموارد الرقمية الملائمة. إن المهم هو تطوير الشق البيداغوجي بما يسمح بإدماج فعال ومفيد لتكنولوجيا المعلومات والاتصال داخل الفصل في درس الفلسفة.  وبذلك يكون الهدف من البحث هو المساهمة في الإجابة  عن مجموعة من التحديات التي تواجه النظام التعليمي ككل بما فيه تدريس الفلسفة، وهي  أساسا الإجابة عن إشكاليات متداخلة تتقاطع مع كل المواد الدراسية، وإن كان للفلسفة ما يميزها. وهي عموما :  كيف يمكن الرفع من جودة التعلمات باستعمال  تكنولوجيا الإعلام والتواصل؟ هل يمكن أن تشكل تكنولوجيا المعلومات والاتصال أداة لتجاوز الصعوبات التي تواجه الدرس الفلسفي تحديدا؟ ما مدى إمكانية استفادة الدرس الفلسفي من الوسائط التكنولوجية الحديثة؟ كيف؟ ومتى؟ ألا يمكن أن تشكل هذه الوسائل عائقا إضافيا أمام تدريس الفلسفة؟
    من المهم الإتفاق على دلالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وذلك يفرض الرجوع إلى تاريخ نشأتها وتطورها، أشكالها ومميزاتها، ثم إمكانات استغلالها في التعليم عموما والدرس الفلسفي خصوصا، لما يتميز به من خصوصية. وذلك ما سيكشف عن حدود استفادة مدرسي الفلسفة واقعيا من تكنولوجيا المعلومات والاتصال، ورصد العوائق بمختلف مستوياتها، وتحديد الصعوبات التي تواجه توظيف الوسائل الجديدة، من جهة أخرى. أنذاك يمكن وضع اقتراحات وآليات  يمكن أن تفيد الأستاذ في عمله، وكذا المؤطر، كإعداد موارد رقمية لدروس محددة، تطوير آليات الاشتغال على السبورة التفاعلية، إنشاء ورشات نموذجية للعمل كفريق لتبادل الخبرات والتقاسم، من خلال SKYP أو INSPEAK  أو برانم أخرى تثبت جدارتها في التواصل. بالإضافة إلى الاستفادة من الموسوعات الرقمية المتوفرة، أو من التجارب الدولية الناجحة،  أو تلك التي يمكن إنشاؤها وفق الحاجيات المرتبطة بالبرنامج الدراسي.
     إن هذا الموضوع يفرض نفسه قصد تحقيق نوع من التجاوب بين تدريس مادة الفلسفة والتغيرات العالمية في المعرفة وثورة التكنولوجيا المعلوماتية، كما يفرض نفسه لمسايرة الإصلاح وإنجاحه الذي جعل من بين أولوياته الارتقاء بجودة التعلمات باستعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال. وفي الاستجابة لطموح الناشئة في أن تكون المدرسة مسايرة للركب ومرشدة لحسن استغلال الوسائل التكنولوجيا الجديدة بما يؤسس لجيل المعرفة والإبداع والابتكار، وليس الاستهلاك فقط.

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

مفهوم الغير/ درس الغير

الغير
تمهيد:
يعتبر الغير المفهوم الثاني في مجزوءة الوضع البشري، يعتبر الغير تتمة بشكل مباشر لمفهوم الشخص، ذلك لأن دراسة مفهوم الشخص تطلبت الإنفتاح على الغير. من جهة نجد الغير شبيه بالأنا كما أنه مخالف له. يمكن القول أن مبدأ المفارقات التي تميز الغير تنبع من الثنائية السابقة. ومنها الغير كذات أو موضوع، الغير كقريب أم بعيد، الغير بوصفه منقذ، أو باعتباره عبئ...
يطرح الغير بالتالي تساؤلات متعددة، وكتداخلة بشكل واضح وكأنها تعالج إشكالية واحدة تختصر في العلاقة بين النا والغير.
وجود الغير:

يطرح هذا المجور من زاويتين متكاملتين، الغير من حيث أهميته بالنسبة للأنا، ضروري، أو يمكن الإستغناء عنه. ومن جهة  أخرى هل الغير تهديد أم على النقيض أن الغير يشكل فرصة الأنا لتكتشف خصوصيتها بكونها أساسا ذات حرة.
رونيه ديكارت في مقابل فريدريك هيغل
هايدغر في مقابل جون بول سارتر ح
معرفة الغير:
المحور الثاني يستمد قيمته من تحديد مفهوم المعرفة أولا، باعتباره معرفة بموضوع محدد، لكن حين يكون الغير أمام الذات هل تنظر إليه باعتباره ذات أم باعتباره موضوعا.
إذا كانت معرفة الغير ممكنة، سيطرح التساؤل عن الكيفية، هل انطلاقا من مظهره الخارجي، أم انطلاقا من أحاسيسه الداخلية، أم انطلاقا منهما معا.
أما إذا كانت معرفته غير ممكنة، فلماذا، ألئن التواصل معه غير ممكن؟
يبدو أن معرفة الغير أو عذم معرفته ترتد إلى إمكانية التواصل معه أم لا؟ 
موقف ماكس شيلر في مقابل موقف غاستون بيرجي.
العلاقة مع الغير:

العلاقة مع الغير هي نتاج للتحديدات السابقة، فإذا كان وجوده ضروريا فإن معرفته بالتالي تكتسي أهمية قصوى وبالتالي ضرورة تأسيس علاقة إيجابية مع الغير، في حين أن إمكانية الإستغناء عن الغير، وعدم القدرة على معرفته، يجعل من الصعوبة بمكان الحديث عن علاقة إيجابية مع الغير.
موقف إمانويل كانط في مقابل ألكسندر كوجيف.
تركيب:
يمكن الإشارة بداية أن فهم الشخص في أبعاده المتكاملة لا يتم إلا باستحضار الغير، إن الغير يكشف غنى الوجود الإنساني، وتداخل مستويات الحديث عنه، إن الغير ذات واعية شبيهة بالأنا رغم اختلافهما، وبالتالي ضرورة تقبل الإختلاف والإعتراف به والتعايش معه، دون رغبة في اختزاله في بعد ما.
Le Fils de l'autre

امتدادات: فلم يحكي عن التداخل الممكن بين الأنا والغير
le fils de l'autre
http://www.allocine.fr/film/fichefilm_gen_cfilm=192189.html


السبت، 20 أكتوبر 2012

تأطير مجزوءة المعرفة

كشفت المجزوءة الأولى عن الوجود الإنساني في بعده الوجودي والعلائقي، وستكشف المجزوءة الثانية عن الوجود الإنساني في جانبه المعرفي.
ويمكن القول بداية إن المعرفة خاصية إنسانية، ترتبط بقدرة الذات على التعرف على ذاتها والعالم، إنطلاقا من منهجية محددة، فهناك إذن ثلاث مكونات أساسية عند الحديث عن المعرفة، الذات العارفة وموضوع المعرفة والمنهج العتمد.
تطرح مجزوءة المعرفة تحددا تساؤلات حول المنهج، والذي سيرتبط بطبيعة نظرنا إلى قدرات الذات العارفة، وموضوع المعرفة.
 يمكن التمييز بين نوعين من المواضيع المدروسة، المادة الجامدة والمادة الحية. ويمكن التمييز بين دراسة الطبيعة أو دراسة الإنسان.
أما الذات العارفة فقد تأثرت هي أيضا بالتطورات العلمية المتلاحقة، خاصة عندما نتحدث عن التطورات التي عرفها مفهوم العقل. من كونه بنية ثابتة قادرة على تحقيق معرفة دقيقة، إلى اعتباره نشاط أو فعالية منفتحة. 
هكذا يتفاعل المنهج المعتمد في الدراسة بعوامل متعددة، يجب أن نستحضر فيه الجانب التاريخي لاستيعابه. المرحلة اليوناية، الفلسفة الحديثة، والمستجدات التي طرحتها الثورات العلمية. 
تطرح المعرفة إذن مفارقات ترتبط من جهة بطرق بناء المعرفة، بالعقل أم بالتجربة. الهدف من المعرفة، بين اكتشاف الحقيقة في كليتها أو تحقيق المنافع الجزئية. كما تطرح المعايير التي يمكن اعتمادها للكشف عن النظريات العلمية، او المعارف الحقيقة عن غيرها. بين المعرفة المتعلقة بالطبيعة أو بالذات الإنسانية.
مجزوءة المعرفة تندرح إذن في إطار إشكال أساسي حول المعرفة التي يمكن للإنسان أن يحصلها. إنطلاقا من الجواب عن أسئلة من قبيل: هل المعرفة العلمية تبنى بالعقل أم بالتجربة؟ ما معيار النظرية العلمية؟ مالحقيقة؟ وكيف يمكن التوصل إليها؟ هل العلوم الإنسانية تختلف عن العلوم الحقة أم العكس؟

 

مفهوم الشخص

مفهوم الشخص
يحيل الشخص على الذات العاقلة، الواعية التي تتحمل مسؤولية أفعالها.
يندرج هذا المفهوم ضمن مجزوءة الوضع البشري، ويحيل على ثلاث جوانب اساسية، الحقوقي، البيولوجي، المعنوي.
 إنه ذات لها حقوق وعليها واجبات، كما أنه ذات تتميز بحاجات ورغبات، هكذا يختزل الشخص، الجماعة، فالحديث عنه يستدعي طرح القضايا المرتبطة بالفرد والجماعة معا.
يطرح الشخص ثلاث قضايا للنقاش:
أولا : الهوية، ما دام قادرا على الرجوع إلى ذاته باعتبارها تبقى هي نفسها في أزمنة وأمكنة مختلفة. فهو مطابق لنفسه مخالف لغيره.
ثانيا: القيمة، لأن كل شخص يتمتع بحقوق ووجبات يفرض بالتالي على على الآخرين الإحترام والتقدير.
ثالثا: الحرية، لأن الشخص يتحمل مسؤولية الأفعال التي يقوم بها.
من جهة أخرى نجد أن:
أولا: الهوية، يمكن أن تكون غير ثابتة، أي بنية متغيرة. 
ثانيا: القيمة، أن يعتبر الشخص وسيلة، بدلا من كونه قيمة مطلقة.
ثالثا: الحرية، أن يخضع للضرورة والحتمية بدلا من الحرية.
يطرح مفهوم الشخص بالتالي مفارقات، تدفعنا إلى طرح تساؤلات محورية، وأخرى جزئية سوف ترتبط بالمفاهيم.
يمكن صياغة هذه الإشكالات كالتالي:
ما أساس هوية الشخص؟ ومن أين يستمد قيمته؟ وهل الشخص ذات حرة أم أنه خاضع للضرورة؟
المواقف التي يمكن استعراضها لمناقشة هذه التساؤلات هي:
الشخص والهوية:
جون لوك في مقابل أرثور شوبنهاور
الشعور المقترن بالفكر، وبالتلي الوعي التذكري، في مقابل الإرادة كأساس لهوية الشخص.
الشخص بوصفه قيمة:
إمانويل كانط في مقابل جورج غوسدورف
العقل كمرجع للقيمة في مقابل الجماعة كأساس للقيمة.
الشخص بين الضرورة والحرية:
جون بول سارتر   في مقابل باروخ سبينوزا
الحرية في مقابل توهم الحرية
خلاصة:
يكشف مفهوم الشخص عن تعقد الوجود الإجتماعي، وتداخل بنياته، لذلك يستدعي مقاربات متعددة، أخلاقية وسياسية واجتماعية، تبين أنه لايمكن فهم الشخص والكشف عن خصائصة إلا باستحضار الجماعة، أي الغير من جهة والتاريخ من جهة أخرى ما دام انه ليس هناك فرد بدون جماعة ولا جماعة بدون تاريخ.
 

الجمعة، 18 مايو 2012

السعادة


مفهوم السعادة، مفهوم أساسي ضمن مفاهيم البرنامج ككل، إنها تتحدد كغاية للوجود والمعرفة والإجتماع الإنساني، لذلك تشكل
الوعاء الذي يحتضن كل المفاهيم السالفة يستدعيها، ويفرض وجوده كلما أثرنا أحدها بعمق. السعادة ليست عقلية فقط، بل استجابة للذات الحسية، بشكل آني يومي، في توازن واعتدال. هذا ما يؤكده عمر الخيام الرياضي المشهور. وإن كانت شهرته كشاعر لا تقل عن قيمته كرياضي وكميائي. موقف عمر الخيام يمكن تأمله من مسيرته الخاصة. أو من قصيدته المشهورة الكلاسكية رباعيات الخيام.

الأحد، 6 مايو 2012

الإستعداد للإمتحان الوطني في مادة الفلسفة

كيف تستعد للإمتحان الوطني؟
   الجواب بسيط عليك أولا أن تعرف ما هو المطلوب منك يوم الإمتحان في مادة الفلسفة، وهذا سيغني في هذه المادة وفي غيرها عن الإرتباك والقلق الذي يلازم عملية الإمتحان.
   المطلوب أن تبين أنك تمكنت من القدرات التالية: الأشكلة والمفهمة والمحاججة.

الأشكلة: نقصد بها بكل بساطة أن تتمكن من طرح أسئلة بطريقة فلسفية، حوارية مفتوحة، ناتجة عن مفارقات مرتبطة بالمفهوم المعاج. وبالتالي فإن البناء الإشكالي لا ينفصل عن معرفة المفهوم ومستويات توظيفه، تداولا ولغة، وفي السياق الفلسفي.
غالبا ما يتم التعبير عن الإشكال بطرقة استفهامية تكشف عن الإحراج المطروح، وتنبؤ عن المواقف الممكنة للمعالجة.

المفهمة: هنا نرجع إلى معطيات متعددة ومتظافرة تكشف عن غنى المفهوم، إن له حياة خاصة، تنكشف في سياقت متعددة، حسب الفلاسفة التي تم التطرق إليهم، في سياق معالجة المفهوم. ضبط المفهوم إذن ضرورة أساسية، ولتبسيط العملية يمكن الإستعانة بفهرس المصطلحات بالمقرر الدراسي، ثم إغناء هذه المعطيات من خلال الملخصات التي يمكن الحصول عليها بمجهود بسيط.

المحاججة: يمكن اعتبار الحجاج ميز أساسية للخطاب الفلسفي، ويمكن تقسيمه إلى نوعين لتبسيط الفهم، أولا البناء المنطقي الكلي للنص المقدم، ويمكن الإقتراب منه بالتركيز على وساءل الإنتقال من فكرة إلى أخرى أو من مفهوم إلى آخر، كل مفهوم جديد ينبئ عن فكرة جديدة. من جهة أخرى نجد ما تتضمنه هذه المقاطع الخاصة من حجاج خاص، كالأمثلة والمقارنة والإستشهاد وغيرها...

   هذه المهارات والقدرات لا يمكن اكتسابها ببساطة، حتى أنه من الصعوبة الإقرار بأن تلميذ محدد تمكن منها، لأن لها طابعا إجرائي، يظهر في قدرتنا على التعامل معها في وضعيات محددة لا تتكرر. يجب إذن الإنتباه إلى استعمالها بشكل متكرر، وبالتالي يمكن التمكن بالتدريج من توظيفها.
                                                                بالتوفيق.

الخميس، 3 مايو 2012

مفهوم الحرية

الحرية 
   ليس عبثا أن يكون مفهوم الحرية آخر مفهوم في برنامج السنة الثانية باكالوريا، مفهوم الحرية أثير في أول درس، درس الشخص، خاصة في المحور الثالث والأخير، الشخص بين الضرورة والحرية. ويمكن ملاحظة أن هذا المحور استهدف التوصل إلى تحديد مدى مسؤولية الشخص عن بناء شخصيته من جهة، وتحديد مسؤولية الشخص بالتالي عن أفعاله. أما الهدف الأساسي للدرس الآن فالهدف منه تأمل المفهوم، من خلال الجواب عن التساؤلات التالية: 
         هل يمكن للفرد أن يتحكم في حياته؟
         هل الحرية حق أم واقع؟
          ما حقيقة الحرية بالتالي؟
   يمكن أن نجيب على هذه التساؤلات وغيرها من خلال مدخل بسيط، وهو العرض التاريخي، والتركيز على تلون مفهوم الحرية داخل كل مرحلة تاريخية. ولكي نكون موجزين في العرض سوف أكتفي بتحديد المراحل التالية، وهي كافية لإغناء النقاش حول المفهوم وتبسيط فهم المواقف الفلسفية التي تدخل في بناء الدرس.
       المرحلة اليونانية: يمكن التركيز فيه على أن الحرية في مواجهة الغرائز والأهواء.فالحرية هي موافقة العقل. لكنها واقعيا ارتبطت بالأسياد وحرم منها العبيد.
       المرحلة الإسلامية: طورت الفكر الإسلامي نقاشا حول الحرية تجاوز الطرح اليوناني، وتعددت المواقف حول الحرية، من الأشاعرة أصحاب الموقف التوفيقي، وبين المعتزلة أنصار الحرية، والجبرية أنصار الحتمية كما يدل على ذلك اسمهم. وهنا يبرز موقف ابن رشد وقيمته أنه تميز بكونه موقف فلسفي وديني، يجمع بين الحرية والحتمية دون تناقظ بينهما.
       المرحلة الحديثة: تم التركيز فيها على علاقة الحرية بالإرادة، فاعتبرها ديكارت مرتبطة بالمعرفة، أي بالقدرة الداخلية، المرتبطة بالذات الواعية المفكرة، في حين رأى إمانويل كانط أن الإرادة الحرة تجد تجسيدها في الفعل الأخلاقي الصادر عن الإرادة، المعبرة عن العقل المواجه للغرائز والأهواء، والفرد بالتالي يخضع لتوجيهات عقله، وبهذا فالفرد حر لأنه يخضع فقط لتوجيهات عقله.
       المرحلة المعاصرة: تميزت هذه المرحلة بالإكتشافات العلمية بشكل عام والعلوم الإنسانية بشكل خاص، وهذا فرض تحديات جديدة، ولنضرب مثلا بسيطا وهي التطورات المرتبطة  بالإكتشافات المرتبطة بالجينوم البشري، ومحاولة تفسير السلوك باعتباره فقط تعبير عن الخصائص البيولوجية الموروثة، التحديات واجهها الفلاسفة بالتركيز على أن الحرية الإنسانية غير قابلة للنقاش، فاعتبار الفرد حرا هو أساس الأخلاق، وأساس تحميله المسؤولية عن أفعاله. وبدأ التركيز عن الجانب الواقعي للحرية، أي ربطها بالجانب السياسي، فالحرية بالتالي مرتبط بالقانون الذي يعبر عن إرادة الجماعة. وهذا يجعلنا نتأكد أن الحرية تبقى من مسؤولية الإنسان، إنه مؤتمن عليها.

الأربعاء، 2 مايو 2012

منهجية القولة

                                    تحليل القولة
   يمكن اعتبار القولة تتوسط كلا من النص والسؤال المباشر في الصعوبة والتعامل المنهجي.
وبالتالي تتميز القولة بكونها مرفقة بسؤال له دور أساسي في التعامل مع القولة، لذلك يجب الانتباه إليه. لهذا نقول إنها قولة مرفقة بسؤال.
لقد استأنست بالتوجيهات الرسمية في تحليل القولة، لكن ما سوف أركز عليه الآن هي تقنيات بسيطة لكنها مساعدة في التعامل مع القولة:
  أولا: بعد القراءة الجيدة لمضمون القولة والسؤال المرفق بها قم بما ياي: حدد بشكل مستفيض مفاهيم القولة، حدد بعد ذلك العلاقات الممكنة بين المفاهيم، قم باستنتاج كل ما يمكن استنتاجه من معارف واعتراضات. سجل بعد ذلك كل الحجاج الممكن أن تدعم القولة، وتذكر دائما أن القولة تعتمد على حجاج من وضعك، أما التقنيات الملاحظة على القولة فهي مؤشرات للفهم وليس لوضعها كحجاج. هذا كله سيمهد لتصور مناقشة صحيحة للقولة. كما سيكون مفيدا لوضع موقف عقلاني منها. كما أن هذا العمل سيجنبك خطأ شائعا وهو أن نكتب موضوعا موازيا لما هو مطلوب.
  ثانيا: قم بكتابة التحليل أولا، ثم المناقشة، أنذاك يمكنك كتابة مقدمة منابة للموضوع، تخبر عنه، وتكون العناصر امتداد له،قم بعد ذلك بتصحيح ما كتبته، حيث تضيف وتحذف حتى يتطابق ما هو مكتوب مع ما تفكر فيه فعلا. أنذاك قم بالكتابة على ورقة الإمتحان بالطريقة المعهودة، المقدمة، ثم التحليل، والمكناقشة وأخيرا الخاتمة.
   أتمنى للجميع التوفيق.

السبت، 28 أبريل 2012

مفهوم الدولة تمارين

الموضوع: 
قولة مرفقة بسؤال
" سمي اتحاد الكثرة في كيان واحد دولة... وهي التي ندين لها بما نحن فيه من سلام وأمن"
           حلل مضمون القولة، وبين غايات الدولة.

مفهوم الحقيقة تمارين

الموضوع :
"  إن الحقيقة لا يمكن أن توجد إلا في العقل نفسه"
            حلل مضمون القولة، وبين إطارها الإشكالي.

الخميس، 26 أبريل 2012

الواجب

2- الوعي الأخلاقي:
       الإشكال المرتبط بالوعي الأخلاقي ينبع من تحديد مصدر الوعي الأخلاقي؟
      ينحصر الإختيار بين اعتباره فطري كما هو الأمرعند جون جاك روسو، أو في اعتباره  عقليا، كما يمكن ارجاعه إلى المجتمع كما هو الأمر عند إميل دوركايم، أو باعتباره ثاو في البنية النفسية كما يرى فرويد، وهو ما يسمى عموما بالأنا الأعلى الذي يتشكل من التوجيهات الخاصة بنماذج السلوك التي تلقيناها من الآباء والمعلمين...
      بهذا يتبين الإختلاف حول مصدر الوعي الأخلاقي، يمكن أان تتكامل عناصره أو تتعارض، ويبقى الأهم أن الفرد يبقى أمام مجموعة من الإختيارات التي لن يحسم فيها إلا بنوع من الإبداع والمسؤولية

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

درس الشخص، مفهوم الشخص، الشخص

الشخص
مفهوم الشخص يندرج مفهوم الشخص ضمن مجزوءة الوضع البشري، الذي هو للإشارة المجزوءة الأولى في مقرر الفلسفة الجديد. أهم ما يميز مفهوم الشخص، هو غناه وبساطته التي تجعله نموذج للإشتغال الفلسفي الذي يمكن للتلميذ التفاعل معه، وبالتالي التمتع بلحظات فلسفية. بالإضافة إلى الإستفادة على المستويات المختلفة، الإشتغال المفاهيمي، والحجاجي والإشكالي. يشير مفهوم الشخص إلى الذات الواعية النتميزة بسماتها الخاصة جسديا وفكريا ونفسيا، وهو كذلك القادر على الرجوع إلى ذاته باعتبارها مطابقة لنفسها طيلة حياة الشخص، ثم إنه المدافع عن حقوقه المرتبطة بالقيم والقوانين التي تكرسها، وهو الذي يتحمل مسؤولية أفعاله. يمكن أن نشير إلى ما يقابل كل هذه المعطيات وبالتالي نصبح أمام مفارقات من الصعب الحسم في اختيار أي منها، على اعتبار أن الأفراد غالبا ما يعيشونها في حياتهم، أحسوا بها كتناقض أم لا. المفارقات السابقة تطرحنا أمام مجموعة من التساؤلات: وهي كالتالي: ما أساس هوية الشخص؟ وكيف يمكن تبرير القيمة الأخلاقية والحقوقية التي يستأثر بها الأنسان؟ وهل الشخص ذات حرة تتحمل مسؤولية أفعاله؟ 

المحور الأول : الشخص والهوية: يمكن تناول هذا المحور من خلال المواقف التالية: موقف روني ديكارت: أساس هوية الشخص يعود إلى الذات العارفة، انطلاقا من الكوجيطو الديكارتي. موقف جون لوك: انطلاقا من توجهه التجريبي يركز على التجربة اليومية الحية ودورها في التأسيس لهوية الشخصز بهذا اعتبر أن هوية الشخص مرتبطة بالشعور المقترن بالفكر.
 موقف أرثور شوبنهاور: ينتقد شوبنهاور المواقف السابقة، نظرا إلى أن موقف جون لوك ينتهي إلى الذاكرة التي يمكن أن يفقدها الشخص بشكل كلي أو جزئي، أما الذات العارفة فتبقى مجرد وظيفة من وظائف المخ. لهذه الأسباب يرى شوبنهاور أن الإرادة هي أساس الهوية الشخصية. لأنها ما يستمر دائما وأبدا لأنها لا تحد بالزمان. من الواضح أن الحديث في هذا المحور يستدعي التدقيق في مجموعة من المفاهيم الأساسية، وهي على وجه الدقة: الهوية، الإرادة، الذاكرة. ا 

المحور الثاني : الشخص بوصفه قيمة : سبقت الإشارة أن الحديث عن الشخص يستدعي الجانب القيمي والأخلاقي والحقوقي، خاصة في فرض وتبرير الحقوق التي على الفرد أن يتمتع بها، فإذا كان من اليسير ملاحظة تميز الكائن الإنساني بالحقوق في مقابل الحيوانات والأشياء فإن تبرير هذا الإمتياز هو ما يشكل محط نقاش بالنسبة لنا في هعذا المحور. فمن أين يستمد الشخص قيمته؟ هل من كونه فردا يتمتع لاعقل والقدرة على التفكير ولاتمييز، أي بكونه ذات مفكر أو عاقلة؟ أم لكونه عضوا في جماعة؟ أم فقط لكونه كائن حي؟ يمكن عرض مجموعة من المواقف التي يمكن الإستئناس بها في هذا الإطار. وهي كما يلي: 
موقف إمانويل كانط: يرى إمانويل كانط أن الشخص غاية في حد ذاته، وذلك لكونه ذات عاقلة. في مقابل الأشياء المحرومة من العقل والتي بذلك وسائل في خدمة الذات العاقلة.
جورج غوسدورف : قيمة الشخص لا ترتبط ببعده الفردي، وكأنه كائن معزول، إمبراطور داخل امبراطورية, إن قيمة الشخص تتحدد من خلال مشاركته للجماعة أي من انفتاحه وعطائه، وأخذه من الجماعة. 
المحور الثالث : الشخص بين الضرورة والحرية
يركز هذا المحور على التفكير في قدرة الفرد على اختيار طبيعة شخصه، وبالتالي مدى تحمله للمسؤولية عما هو عليه، التفكير في هذا الموضوع لايشكل استمرارية مباشرة لباقي المحاور، إلا أنه يكسبها نوعا من الوضوح. خاصة في ارتباط القيمة بتحمل المسؤولية، 
عموما تركز العلوم الإنسانية على أن الذات الإنسانية نتاج لإشراطات تتجاوزها سواء اعتبرنا أنها البنية النفسية التي تتكون في غفلة منا ، خاصة تشكل اللاوعي، أو أننا نتاج للبنية الإقتصادية، التي تشكل باقي البنيات، التي لن تعتبر حسب الموقف الماركسي إلا انعكاسا لها. 
في المقابل تركز المواقف الفلسفية على قدرات الذات الإنسانية على الإختيار، وذلك من منطلق يرى أن الشخص يقذف بنفسه في المستقبل وفق ما يريده ويفكر فيه، يختار الأفعال المناسبة لتحقيق أهدافه. بهذا هو مسؤول عن اختياراته، التي يقاوم بها الوقائع التي تواجهه، أنه لا يسشتسلم للواقع الذي يشرطه، رغم قوة هذا الواقع في تحديد اختياراته، هذا الصراع المستمر بين الواقع والإختيار عملية مستمرة، جعلت سارتر يؤكد أن الوجود يسبق الماهية، بمعنى أن الإنسان يتميز بالقدرة على أن يحدد لنفسه ما سوف يكون عليه بالعمل والفعل الذي يختاره . 
تركيب عام
دراسة مفهوم الشخص تفرض الانفتاح على مجالات متعددة، فلسفية، حقوقية  وذلك ما يكشف غنى هذا المفهوم. فهو وإن كان هوية خاصة متفردة، فإنه يستمر في الدفاع عن كرامته ومكانته داخل المحيط الذي يعيش فيه، ليحقق ما يصبوا إليه أي ما يحقق انسانيته، مع استعداده لتحمل مسؤولية افعاله.  

الاثنين، 23 أبريل 2012

المنهجية في الفلسفة

 الإجابة في الإمتحان الوطني في مادة الفلسفة
غالبا ما يطرح التساؤل التالي:  ماهو الإختيار المناسب في الإمتحان هل  من الأفضل اختيار النص أم القولة أم السؤال الإشكالي .
يجب الإشارة بداية أن الإختيار  يتوقف على قدرات المتعلم بالدرجة الأولى وليس على صيغة الإمتحان، فالمطالب تبقى نفسها، فقط نجد اختلاف في طريقة وتقنيات الإجابة، لاتمس حقيقة بالقدرات التي يجب على المتعلم الكشف عنها.
لذلك يجب أن نختار الموضوع الذي يطرح قضية نرى أنها أقرب إلى اهتمامي من الأخرى، بمعنى أن أختار الموضوع الذي أرى بأني سأجيب عنه بشكل أفضل. فالمفهوم الفلسفي الذي أتقنه بشكل أفضل سؤجيب عنه بشكل أكمل سواء كان في النص، أو في القولة المرفقة بالسؤال أو في السؤال الإشكالي.  لذلك يجب أن يتم الإختيار بعد قراءة  الموضوعات الثلاث بشكل جيد. بعد ذلك نحاول استحضار  المطالب الأساسية، التي هي فهم المفهوم المطلوب، استحضار المواقف الخاصة  بالمنقشة الفلسفية.  بذلك يمكننا المضي قدما، أو اختيار موضوع آخر. بمعنى آخر أن نستحضر المطالب الأساسية، وهي المفهمة والأشكلة والمحاججة التي تؤثث الموضوع الإنشائي ككل. أنذاك يمكننا أن نكتب على المسودة ما نعرفه حول الموضوع، بالإضافة إلى الأفكار التي نستحضرها كمواقف أو أفكار واستشهادات. ثم نعرج على تنظيم المعطيات الخاصة بالتحليل والمناقشة والمقدمة لنكتب الخلاصة. وبعد مراجعة هذه المكونات يمكننا كتابة الموضوع وفق الترتيب المتعارف عليه في الكتابة الإنشائية المعروفة في الكتابة الفلسفية، الفهم، التحليل، المناقشةو الخاتمة. لماذا التحليل في المسودة أولا، لأنه هو العنصر المركزي الذي تستمد منه كل العناصر الأخرى، وهنا يمكننا أن نستشف الأهمية التي تحضى بها الأطروحة في كل الموضوعات المطروحة. فمنها ينطلق الطرح الإشكالي، ثم المواقف المؤيدة أو المعرضة، وهي التي يجب وان ندعمها بالحجج الملائمة
أظن بأن تطبيق هذه التوجيهات ولاتمرن عليها كفيل بصقل موهبتنا في الكتابة الفلسفية
بالتوفيق