الخميس، 29 نوفمبر 2012

تمرين على المناقشة

تعتبر المناقشة في الكتابة الإنشائية في الفلسفة أساسية لأسباب متعددة:
أولا: لأن الفكر الفلسفي فكر حواري.
ثانيا: لأن مطلب المناقشة مطلب أساسي عند تصحيح أعمال، وإنجازات التلاميذ.
ثالثا: إن المناقشة تجسد مجموعة من القيم، من خلال قدرة النتعلم على عرض المواقف بشكل موضوعي. وتكشف عن قدرة المتعلم على استعاء معارفه وتوظيفها بشكل ملائم.
يجب أولا أن نتذكر المواقف المحاورة للأطروحة المناقشة، ثم نصوغ بشكل واضح أطروحته، ثم الحجاج التي استند إليها.
كما لا يجب أن نسسى أن المواقف يجب مقارنتها فيما بينها، أي وضع كل رأي في سياق مؤيد أو معارض، مع إبراز جوانب المعارضة أو التأييد.
مثال:
معرفة الغير
موقف ماكس شيلر - موقف عاستون بيرجي
مواقف متعارضة تماما. الأول يمكن معرفة الغير، الثاني: يستحيل معرفة الغير
نجد ماكس شيلر يذهب إلى:
الإنطلاق من التجربة المشتركة   
 لا يمكن فصل وحدة التعبير الإنساني إلى مظهر خارجي، وإ  حساس داخلي.
ندرك الغير باعتباره كلا.
في المقابل:
 الانطلاق من التجربة الخاصة
لا يمكن التعبير عنها، و لا نقلها
التواصل يتعذر بين الأنا والغير
بين الأنا والغير جدار سميك، لا يمكن تجاوزه (الحميمية).
هكذا نجد أن المواقف تطرح تقابلات يحب الإشارة إليها. وبعد ذلك يمكن صياغة تركيب موجز.

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الدرس الفلسفي


إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الدرس الفلسفي  
مقدمات أولية
لا يمكن أن نغفل داخل الفصل التغيرات التي يشهدها المجتمع، فالتلميذ بطبيعته منفتح على المستجدات، كما أن المنافسة جعلت تداول هذه الوسائل والآليات، وكذا المعلومات في متناول فئة عريضة من المتعلمين، مما يجعلها جزء من بنية الدرس الناجح.
     إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الدرس الفلسفي، موضوع فرض ذاته، على المدرس أولا، ثم المؤطر التربوي ثانيا، يستمد الموضوع راهنيته من أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصال داخل المجتمع ككل، حيث أصبحت المعلومة هي مصدر القوة داخل المجتمعات، وإدماجها في التعليم سيجعل منه أكثر حيوية، وفعالية، ودينامية، وانفتاحا على الواقع، وبالتالي يعمم قيم التعاون والاستقلالية في نفس الوقت، مما سييسر التكوين الذاتي، أو التكوين عن بعد. وبهذا ستوفر التكنولوجيا الوقت والجهد والمال. لهذا يمكننا أن نستنتج مدى أهمية إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في درس الفلسفة. كما تكمن أهميتها في كسر الحواجز بين التخصصات، وذلك سيعيد للتعلم كليته ووحدته. ويمكننا التذكير بأن إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالمجال التربوي بالمؤسسة التعليمية يندرج في إطار مشروع وطني متكامل. تجسد من خلال المحاور الكبرى لمشروع  GENIE وهي : أولا:  قيادة البرنامج، ثانيا:  تطوير استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المجال التربوي، ثالثا: محور التجهيز والبنية التحتية، رابعا: التكوين، وخامسا: تطوير وملائمة الموارد الرقمية.
   وإذا كانت هذه العمليات أساسية فإنها بالنسبة للمدرس داخل الفصل تبقى غير كافية، إذ نجد تحديات أخرى تواجهه، إذ أننا بحاجة إلى عمل الفريق القادر وحده على تدليل الصعاب التي تواجه الأستاذ في ممارسته اليومية، كاستعمال البرانم الجديدة أو السبورة التفاعلية TBI، أو أشرطة وثائقية أو الأفلام التي  يمكن أن تغني مضمون المفاهيم أو القضايا المدروسة. والأستاذ بحاجة أكثر إلى التحفيز على توظيف الوسائل الجديدة بدل الممارسة التقليدية، وهذا يتطلب المصاحبة والتقاسم... لهذا فنحن بحاجة إلى اجتهادات منهجية وبيداغوجية، قصد الاستئناس باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال أولا في أفق إرساء ممارستها بشكل مألوف ومعتاد .. على أمل الإبداع المحلي للموارد الرقمية الملائمة. إن المهم هو تطوير الشق البيداغوجي بما يسمح بإدماج فعال ومفيد لتكنولوجيا المعلومات والاتصال داخل الفصل في درس الفلسفة.  وبذلك يكون الهدف من البحث هو المساهمة في الإجابة  عن مجموعة من التحديات التي تواجه النظام التعليمي ككل بما فيه تدريس الفلسفة، وهي  أساسا الإجابة عن إشكاليات متداخلة تتقاطع مع كل المواد الدراسية، وإن كان للفلسفة ما يميزها. وهي عموما :  كيف يمكن الرفع من جودة التعلمات باستعمال  تكنولوجيا الإعلام والتواصل؟ هل يمكن أن تشكل تكنولوجيا المعلومات والاتصال أداة لتجاوز الصعوبات التي تواجه الدرس الفلسفي تحديدا؟ ما مدى إمكانية استفادة الدرس الفلسفي من الوسائط التكنولوجية الحديثة؟ كيف؟ ومتى؟ ألا يمكن أن تشكل هذه الوسائل عائقا إضافيا أمام تدريس الفلسفة؟
    من المهم الإتفاق على دلالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وذلك يفرض الرجوع إلى تاريخ نشأتها وتطورها، أشكالها ومميزاتها، ثم إمكانات استغلالها في التعليم عموما والدرس الفلسفي خصوصا، لما يتميز به من خصوصية. وذلك ما سيكشف عن حدود استفادة مدرسي الفلسفة واقعيا من تكنولوجيا المعلومات والاتصال، ورصد العوائق بمختلف مستوياتها، وتحديد الصعوبات التي تواجه توظيف الوسائل الجديدة، من جهة أخرى. أنذاك يمكن وضع اقتراحات وآليات  يمكن أن تفيد الأستاذ في عمله، وكذا المؤطر، كإعداد موارد رقمية لدروس محددة، تطوير آليات الاشتغال على السبورة التفاعلية، إنشاء ورشات نموذجية للعمل كفريق لتبادل الخبرات والتقاسم، من خلال SKYP أو INSPEAK  أو برانم أخرى تثبت جدارتها في التواصل. بالإضافة إلى الاستفادة من الموسوعات الرقمية المتوفرة، أو من التجارب الدولية الناجحة،  أو تلك التي يمكن إنشاؤها وفق الحاجيات المرتبطة بالبرنامج الدراسي.
     إن هذا الموضوع يفرض نفسه قصد تحقيق نوع من التجاوب بين تدريس مادة الفلسفة والتغيرات العالمية في المعرفة وثورة التكنولوجيا المعلوماتية، كما يفرض نفسه لمسايرة الإصلاح وإنجاحه الذي جعل من بين أولوياته الارتقاء بجودة التعلمات باستعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال. وفي الاستجابة لطموح الناشئة في أن تكون المدرسة مسايرة للركب ومرشدة لحسن استغلال الوسائل التكنولوجيا الجديدة بما يؤسس لجيل المعرفة والإبداع والابتكار، وليس الاستهلاك فقط.