الثلاثاء، 4 يونيو 2013

مجزوءة المعرفة مراجعة

تظرح مجزوءة المعرفة صعوبات متعددة يمكن تبسيطها كما يلي:
أولا:  النشاط المعرفي لا ينفصل عن الوجود الإنساني، فأحد أوجه النشاط والفعالية البشرية هي القدرة على إنتاج المعرفة.
ثانيا: غاية كل نشاط معرفي هي بلوغ الحقيقة، وهذا يكشف أولا اهمية هذا المفهوم. " الحقيقة" المفهوم الثاني في المجزوءة.
ثالثا: مفهومي النظرية والتجربة مرتبطة أساسا بالمعرفة العلمية، وبالتالي مفهومي النظرية والتجربة كمفهوم أول ينتظر منه التطرق إلى بناء المعرفة العلمية، ومعاييرها.
رابعا: المعرفة كنشاط بشري يتوجه إلى الطبيعة او إلى المجتمع، وهنا نتحدث عن علوم طبيعية وعلوم إنسانية.
  
 بهذا تطرح مجزوءة المعرفة مفاهيم أساسية كالنظرية والتجربة والحقيقة وكذا العلوم الإنسانية وعلم الإجتماع.
النظرية والتجربة:
1- التجربة والتجريب:
الأهم في هذا المحور هو تحديد المفاهيم أولا:
التجربة: الخبرة
التجربة العلمية: ما يلجأ إليه العلماء قصد تفسير الظواهر وفهمها او التنيؤ بها...
ثانيا: تحديد التجربة العلمية في بعدها الكلاسيكي، التجربة هي الأساس في بناء النظرية العلمية. أما العقل فدروره ثانوي، بعدي.
ثالثا: التطورات العلمية التي عرفها العلم شككت في إمكانية  التجربة في تفسير الظواهر.وبالتالي ضرورة مراجعة المواقف من العقل في بناء المعرفة العلمية.
2- العقلانية العلمية:
المهم في هذا المحور هو تحديد دور كل من العقل والتجربة "الواقع" في بناء النظرية العلمية.
ألبير إنشتاين يؤكد أن العقل هو أساس بناء النظرية العلمية " العقل الرياضي"
هانز رايشنباخ يرى أن استبعاد التجربة عن نشاط معرفي ما يعني إخراجه من دائرة العلم.
غاستون باشلار يجمع بين الموقفين ويؤكد أن النظرية في الفيزياء المعاصرة نتاج لحوار جدلي بين العقل والواقع.
3- معايير علمية النظريات العلمية:
هذا المحور تتويج للمحاور السالفة، حيث نجد مكونات المحاور السالفة حاضرة.
أولا: التجربة معيار من المعايير الممكنة للنظرية العلمية.
ثانيا: التماسك المنطقي معيار ممكن كذلك.
محدودية المعايير السابقة أدت إلى ضرورة البحث عن معايير بديلة منها: معيار القابلية للتفنيذ أو التكذيب، ويشير إلى ضرورة تضمن كل نظرية علمية تجريبية ضمن منطوقها حدود صلاحيتها.