الجمعة، 27 ديسمبر 2013

درس النظرية والتجربة

النظرية والتجربة
تمهيد:
تأطير عام:
شكلت المعرفة أحد المباحث الأساسية في الفكر الفلسفي، وتحديد طبيعة المعرفة العلمية وقيمتها، شكل اهتمام محوري للإبسنمولوجيين ينطلق هذا الدرس من مفارقة أساسية وهي العقل في مقابل الواقع، النظرية في مقابل التجربة، فرغم التواجه البادي بينهما، إلا أنهما يشكلان مصدرين أساسيين للمعرفة العلمية. لهذا سيتم الإنطلاق في معالجة هذا الدرس من التجربة العلمية وبنيتها كما حددها الموقف الكلاسيكي، ومنه سنبين كيف أن التغيرات العلمية فرضت العقل كمصدر لا يقل أهمية في بناء المعرفة العلمية، وهذ يستدعي بالتالي تحديد طبيعة العقلانية العلمية المعاصرة، وكيف أن التجربة كذلك لا زالت تحتفظ بأهمينها رغم أن العقل فرض وجوده، وهذا يعني التسليم بأهميتهما معا.
وفي النهاية سيكون من المهم أمام تدفق النظريات العلمية ضرورة تحديد المعايير التي يجب الإستناد إليها في تحديد مدى علمية نظرية علمية ما.
 

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

درس الرغبة: المحولر الثالث الرغبة والسعادة

إشكال المحور:
        هل تولد الرغبة السعادة؟ 
        هل إشباع الرغبات يؤدي إلى السعادة أم إلى الشقاء؟
   ينبثق إشكال المحور من التقاطع الحاصل بين مفهومي الرغبة والسعادة، ذلك أن السعادة باعتبارها تلك الحالة التي يشعر فيها الإنسان بالرضى التام، ستشكل غاية الرغبة، لأن الرغبة ميل إلى موضوع يحقق للذات إشباعا. وبالتالي سعي الإنسان لإشباع رغباته هل يحقق فعلا السعادة، ذلكك لأننا لا نسعى فقط إلى تلبية الحاجات الضرورية، بل إن مجهودنا الكبير في الحقيقة يرتبط بسعينا إلى تحقيق أشياء تفوق الحاجة، رغم أن هذا لا ينفي أن مجموعة من الناس لا تتمكن من تحقيق ما هو ضروري.
    في هذا السياق يرى رونيه ديكارت أن الرغبة بالفعل تحقق السعادة للإنسان، ذلك أن الطبيعة الإنسانية مهيأة للتمتع بما هو ملذ وممتع، وهذا يخلق للذات نوعا من البهجة، وتكون هذه البهجة في أرقى صورها بالنسبة للمحب، الذي يحب شخصا ما شعر نحوه بكل الميل.
   إلا أن الفيلسوف أحمد ابن مسكويه يدحض المواقف التع يتظن بأن اللذة الحسية يمكنها أن تحقق الكمال الإنساني، ذلك لأن الطبيعة الإنسانية مهيأة لأشرف من الإنهماك في اللذات الحسية، وإلا تساوى الإنسان مع الحيوان، بل إن بعض الحيوانات سيكون أفضل من الإنسان، وبالتالي فالكمال الإنساني لا يتحقق أبدا من خلال اللذات الحسية، أي تلبية الرغبات بشكل مستمر.
    يمكن القول بالتالي أن الإختلاف بين الموقفين له منطلقات ونتائج، فالمنطلقات مختلفة في اعتبار الحقيقة الإنسانية، أي الطبيعة الإنسانية، والنتائج بالتالي ستكون متناقضة ومتواجهة وهذا ما عرضناه سلفا. للتفكير بالتالي في السعادة والرغبة بشكل سليم يجب توضيح طبيعة الوجود الإنساني. وفي هذا الإطار سيسهم مفهوم المجتمع في إبراز الطبيعة الإجتماعية بعدما تبين لنا الطبيعة الفردية التي تتميز أساسا بالوعي والرغبة.

الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

درس الغير، مفهوم الغير، الغير

  يحضر مفهوم الغير في حياتنا اليومية بأشكال ودلالات متعددة منها: المشابه والمختلف وكذا المألوف والغريب، القريب والبعيد، الصديق والعدو... تجمع الدلالة الفلسفية كل هذه المعطيات في اعتبار الغير أنا مختلف عن الذات المتحدثة. الأنا الذي ليس أنا.
1- وجود الغير :
  يرتبط التفكير في حصور الغير بتأثيره في وعي الذات بذاتها. لذلك نقول ان الإشكال هو: هل الغير ضروري أم جائز؟
2- معرفة الغير:
 ترتبط إشكالية معرفة الغير أساسا بمفهوم المعرفة . إذ انها تتجه دوما نحو موضوع. وبالتالي عندما نريد معرفة الغير هل نعرفه كموضوع أم كذات؟
3- العلاقة مع الغير:
لا شك أننا مضطرون للإنخراط في الحياة الإجتماعية، فهل نعتبر الغير صديق أم عدو؟  كيف يجب علينا أن نسلك اتجاه الغير؟
وبالتالي يطرح الغير إشكالات مهمة ترتبط بالحياة الإجتماعية والوجود الإنساني المشترك. إن الغير إشارة إلى كل العالم الذي ساهم في تشكيل الذات بشكل مباشر أو غير مباشر. من الأب والأم إلى الجيران، والأوربي المستعمر سابقا والصيني التجاري حاليا، إنه ذلك الوجود الحاضر أمامي  الذي أطمئن عند رؤيته، أو ذلك الذي أتوجس منه...