الجمعة، 18 مايو 2012

السعادة


مفهوم السعادة، مفهوم أساسي ضمن مفاهيم البرنامج ككل، إنها تتحدد كغاية للوجود والمعرفة والإجتماع الإنساني، لذلك تشكل
الوعاء الذي يحتضن كل المفاهيم السالفة يستدعيها، ويفرض وجوده كلما أثرنا أحدها بعمق. السعادة ليست عقلية فقط، بل استجابة للذات الحسية، بشكل آني يومي، في توازن واعتدال. هذا ما يؤكده عمر الخيام الرياضي المشهور. وإن كانت شهرته كشاعر لا تقل عن قيمته كرياضي وكميائي. موقف عمر الخيام يمكن تأمله من مسيرته الخاصة. أو من قصيدته المشهورة الكلاسكية رباعيات الخيام.

الأحد، 6 مايو 2012

الإستعداد للإمتحان الوطني في مادة الفلسفة

كيف تستعد للإمتحان الوطني؟
   الجواب بسيط عليك أولا أن تعرف ما هو المطلوب منك يوم الإمتحان في مادة الفلسفة، وهذا سيغني في هذه المادة وفي غيرها عن الإرتباك والقلق الذي يلازم عملية الإمتحان.
   المطلوب أن تبين أنك تمكنت من القدرات التالية: الأشكلة والمفهمة والمحاججة.

الأشكلة: نقصد بها بكل بساطة أن تتمكن من طرح أسئلة بطريقة فلسفية، حوارية مفتوحة، ناتجة عن مفارقات مرتبطة بالمفهوم المعاج. وبالتالي فإن البناء الإشكالي لا ينفصل عن معرفة المفهوم ومستويات توظيفه، تداولا ولغة، وفي السياق الفلسفي.
غالبا ما يتم التعبير عن الإشكال بطرقة استفهامية تكشف عن الإحراج المطروح، وتنبؤ عن المواقف الممكنة للمعالجة.

المفهمة: هنا نرجع إلى معطيات متعددة ومتظافرة تكشف عن غنى المفهوم، إن له حياة خاصة، تنكشف في سياقت متعددة، حسب الفلاسفة التي تم التطرق إليهم، في سياق معالجة المفهوم. ضبط المفهوم إذن ضرورة أساسية، ولتبسيط العملية يمكن الإستعانة بفهرس المصطلحات بالمقرر الدراسي، ثم إغناء هذه المعطيات من خلال الملخصات التي يمكن الحصول عليها بمجهود بسيط.

المحاججة: يمكن اعتبار الحجاج ميز أساسية للخطاب الفلسفي، ويمكن تقسيمه إلى نوعين لتبسيط الفهم، أولا البناء المنطقي الكلي للنص المقدم، ويمكن الإقتراب منه بالتركيز على وساءل الإنتقال من فكرة إلى أخرى أو من مفهوم إلى آخر، كل مفهوم جديد ينبئ عن فكرة جديدة. من جهة أخرى نجد ما تتضمنه هذه المقاطع الخاصة من حجاج خاص، كالأمثلة والمقارنة والإستشهاد وغيرها...

   هذه المهارات والقدرات لا يمكن اكتسابها ببساطة، حتى أنه من الصعوبة الإقرار بأن تلميذ محدد تمكن منها، لأن لها طابعا إجرائي، يظهر في قدرتنا على التعامل معها في وضعيات محددة لا تتكرر. يجب إذن الإنتباه إلى استعمالها بشكل متكرر، وبالتالي يمكن التمكن بالتدريج من توظيفها.
                                                                بالتوفيق.

الخميس، 3 مايو 2012

مفهوم الحرية

الحرية 
   ليس عبثا أن يكون مفهوم الحرية آخر مفهوم في برنامج السنة الثانية باكالوريا، مفهوم الحرية أثير في أول درس، درس الشخص، خاصة في المحور الثالث والأخير، الشخص بين الضرورة والحرية. ويمكن ملاحظة أن هذا المحور استهدف التوصل إلى تحديد مدى مسؤولية الشخص عن بناء شخصيته من جهة، وتحديد مسؤولية الشخص بالتالي عن أفعاله. أما الهدف الأساسي للدرس الآن فالهدف منه تأمل المفهوم، من خلال الجواب عن التساؤلات التالية: 
         هل يمكن للفرد أن يتحكم في حياته؟
         هل الحرية حق أم واقع؟
          ما حقيقة الحرية بالتالي؟
   يمكن أن نجيب على هذه التساؤلات وغيرها من خلال مدخل بسيط، وهو العرض التاريخي، والتركيز على تلون مفهوم الحرية داخل كل مرحلة تاريخية. ولكي نكون موجزين في العرض سوف أكتفي بتحديد المراحل التالية، وهي كافية لإغناء النقاش حول المفهوم وتبسيط فهم المواقف الفلسفية التي تدخل في بناء الدرس.
       المرحلة اليونانية: يمكن التركيز فيه على أن الحرية في مواجهة الغرائز والأهواء.فالحرية هي موافقة العقل. لكنها واقعيا ارتبطت بالأسياد وحرم منها العبيد.
       المرحلة الإسلامية: طورت الفكر الإسلامي نقاشا حول الحرية تجاوز الطرح اليوناني، وتعددت المواقف حول الحرية، من الأشاعرة أصحاب الموقف التوفيقي، وبين المعتزلة أنصار الحرية، والجبرية أنصار الحتمية كما يدل على ذلك اسمهم. وهنا يبرز موقف ابن رشد وقيمته أنه تميز بكونه موقف فلسفي وديني، يجمع بين الحرية والحتمية دون تناقظ بينهما.
       المرحلة الحديثة: تم التركيز فيها على علاقة الحرية بالإرادة، فاعتبرها ديكارت مرتبطة بالمعرفة، أي بالقدرة الداخلية، المرتبطة بالذات الواعية المفكرة، في حين رأى إمانويل كانط أن الإرادة الحرة تجد تجسيدها في الفعل الأخلاقي الصادر عن الإرادة، المعبرة عن العقل المواجه للغرائز والأهواء، والفرد بالتالي يخضع لتوجيهات عقله، وبهذا فالفرد حر لأنه يخضع فقط لتوجيهات عقله.
       المرحلة المعاصرة: تميزت هذه المرحلة بالإكتشافات العلمية بشكل عام والعلوم الإنسانية بشكل خاص، وهذا فرض تحديات جديدة، ولنضرب مثلا بسيطا وهي التطورات المرتبطة  بالإكتشافات المرتبطة بالجينوم البشري، ومحاولة تفسير السلوك باعتباره فقط تعبير عن الخصائص البيولوجية الموروثة، التحديات واجهها الفلاسفة بالتركيز على أن الحرية الإنسانية غير قابلة للنقاش، فاعتبار الفرد حرا هو أساس الأخلاق، وأساس تحميله المسؤولية عن أفعاله. وبدأ التركيز عن الجانب الواقعي للحرية، أي ربطها بالجانب السياسي، فالحرية بالتالي مرتبط بالقانون الذي يعبر عن إرادة الجماعة. وهذا يجعلنا نتأكد أن الحرية تبقى من مسؤولية الإنسان، إنه مؤتمن عليها.

الأربعاء، 2 مايو 2012

منهجية القولة

                                    تحليل القولة
   يمكن اعتبار القولة تتوسط كلا من النص والسؤال المباشر في الصعوبة والتعامل المنهجي.
وبالتالي تتميز القولة بكونها مرفقة بسؤال له دور أساسي في التعامل مع القولة، لذلك يجب الانتباه إليه. لهذا نقول إنها قولة مرفقة بسؤال.
لقد استأنست بالتوجيهات الرسمية في تحليل القولة، لكن ما سوف أركز عليه الآن هي تقنيات بسيطة لكنها مساعدة في التعامل مع القولة:
  أولا: بعد القراءة الجيدة لمضمون القولة والسؤال المرفق بها قم بما ياي: حدد بشكل مستفيض مفاهيم القولة، حدد بعد ذلك العلاقات الممكنة بين المفاهيم، قم باستنتاج كل ما يمكن استنتاجه من معارف واعتراضات. سجل بعد ذلك كل الحجاج الممكن أن تدعم القولة، وتذكر دائما أن القولة تعتمد على حجاج من وضعك، أما التقنيات الملاحظة على القولة فهي مؤشرات للفهم وليس لوضعها كحجاج. هذا كله سيمهد لتصور مناقشة صحيحة للقولة. كما سيكون مفيدا لوضع موقف عقلاني منها. كما أن هذا العمل سيجنبك خطأ شائعا وهو أن نكتب موضوعا موازيا لما هو مطلوب.
  ثانيا: قم بكتابة التحليل أولا، ثم المناقشة، أنذاك يمكنك كتابة مقدمة منابة للموضوع، تخبر عنه، وتكون العناصر امتداد له،قم بعد ذلك بتصحيح ما كتبته، حيث تضيف وتحذف حتى يتطابق ما هو مكتوب مع ما تفكر فيه فعلا. أنذاك قم بالكتابة على ورقة الإمتحان بالطريقة المعهودة، المقدمة، ثم التحليل، والمكناقشة وأخيرا الخاتمة.
   أتمنى للجميع التوفيق.