الثلاثاء، 13 مايو 2014

تأطير لمجزوءة الأخلاق

مدخل عام: مجزوءة الأخلاق
تحتل  موضوعة الأخلاق مكتنة متميزة ضمن مباحث الفلسفة الأساسية. وهو مبحث قيمي معياري، ينصب حول السلوك الإنساني، لهذا كان من الطبيعي أن تكون خاتمة البرنامج المقرر في السنة الثانية. ويمكن القبول مبدئيا أن المشكلة الأخلاقية تتلخص في الجواي عن الإشكال التالي: ما الذي يجب علي فعله؟
ذلك أن الأخلاق يمكن تعريفها بأنها مجموعة القواعد والمعايير التي تحدد للفرد كيفية سلوكه في المواقف المختلفة، وبالتالي فالأخلاق هي التي تحدد السلوكات المنتظرة. لهذا الأخلاق سترتبط بالجماعة وليس بالفرد فقط، وبالتالي تثبيت الملاحظة العادية التي مفادها أن لكل جماعة أخلاق خاصة بها، مع العلم أن الإنسانية ليست كذلك إلا بوجود روابط ومعايير يمكن أن توحد نماذج من الأخلاق العامة والمكونية.
دراسة الأخلاق بالتالي تفرض الإنفتاح على مستووين أساسيين، أخلاق الفرد والجماعة، وبالتالي مفاهيم الواجب والحرية والسعادة، كمفاهيم ضرورية للتأطير. الأساس، والغاية. ذلك أن الأخلاق تنتهي إلى كونها مجموعة من الواجبات، وهي بذلك نتاج  لإمكانية الفعل أو عدمه، أي لا أخلاق إلا بالحرية، وغاية الفرد من التمسك بالأخلاق هي السعادة.
فما  الأساس الذي تقوم عليه الأخلاق؟  كيف يمكن القبول بأن الأخلاق تحرر الفرد في حين أنها تفرض وتحدد السلوك؟ هل يمكن الحديث عن الحرية في ظل لبقوانين؟


الثلاثاء، 8 أبريل 2014

الحق والعدالة

تقديم:
يرتبط مفهومي الحق والعدالة بشكل حميمي وأساسي بمفهوم الدولة، ذلك أن نموذج الدولة الحديثة هو دولة الحق والقانون. لكن علاقة الحق بالعدالة تطرح عدة مفارقات وغموضا تجعل من الضروري استدعاء مفاهيم أساسية كالقانون والعدل وامساواة والإنصاف...
1- أساس الحق:
يمكن النظر إلى الحقوق التي يطلب الأفراد أو يحرصون على الإستمتاع بها على أنها حقوق طبيعية، أو أنها حقوق مستمدة من القانون. وبال تالي يبدو الحق أنه طبيعي من جهة، ومن جهة أخرى يبدو ثقافي. فيكون في الأولى ثابت كوني، ومن جهة أخرى نسبي متغير. وبغض النظر عن أساسه فمن المنتظر أن يتمتع الأفراد داخل دولة الحق والقانون بالحقوق نفسها، كما أن عليها أن تحترم الحقوق كما هو متعارف عليها كونيا. وهذا يطرح علاقة الحق بالقانون.
2- العدالة باعتبارها حق:

 

الثلاثاء، 25 مارس 2014

مفهوم الدولة

تقديم:
يندرج مفهوم الدولة في مجال السياسة، مادامت هذه الأخيرة تحيل على كل ممارسة تستهدف التأثير في الشأن العام. والدولة تعتبر المؤسسة على سلامة الحياة العامة للأفراد، حيث تستهدف تنظيم وتسيير الشأن العام. إنها ام المؤسسات، ولذلك تقوم بدور التسيير والمراقبة بما تمتلكه من سلطة ومن وضع قانوني يصبغ على ممارستها الشرعية في تحديد الفعل الضار بالجماعة ومنعه. فالحفاظ على الأمن والسلم سيشكل أولى الغايات التي على الدولة القيام بها. لذلك سنجد أن مفهوم الدولة يتضمن مفارقات متعددة هي المؤسسة للإشكالات التي سوف نعالجها.
الدولة مؤسسة // الدولة فكرة
الدولة  تحتكر العنف // الدولة مصدر الأمن
الدولة تمارس السلطة //  الدولة تراقب ممارسة السلطة
وبالتالي من أين تستمد الدولة مشروعيتها؟ وكيف تتحدد ممارستها للسلطة؟ هل بالحق أم بالعنف؟
1- مشروعية الدولة وغاياتها:
الموقف التعاقدي: الدولة تعبير عن التعاقد الحر بين الأفراد والذي يعكس رغباتهم وأهدافهم من الدولة، ويرجع هذا التصور إلى الإنطلاق من حالة الطبيعة إلى الحالة المدنية، وبالتالي الرجوع إلى الطبيعة الإنسانية من أجل تحديد غايات الدولة.


 
موقف هيغل: موقف يرفض الموقف السابق الذي يجعل الدولة وسيلة بيد الأفراد في حين أنها تعبير عن الإرادة العامة والروح المطلق، أي أنها إرادة كلية موضوعية، هي التي تسبغ على الأفراد وجودهم الأخلاقي.

2- طبيعة السلطة السياسية:
السلطة: كل إمكانية للتأثير في الأفراد وفي توجيههم.
السلطة السياسية: كل تأثير يهدف الشأن العام، سلطة تشريعية، تنفيدية، قضائية (السلطة الرابعة/ الصحافة)
موقف نيقولا ماكيافيل: مكيافيلي يرى أن الحاكم عليه أن يلجأ لكل الوسائل للحفاظ على سلطته، قوانين، قوة، مكر... فالغاية تبرر الوسيلة. ينطلق هذا الموقف من تصور خاص للطبيعة الإنسانية.
موقف عبد الرحمان ابن خلدون:
يعتبر ابن خلدون أن السلطة السياسية رفق واعتدال، بمعنى أن السياسة توسط بين القيم، حيث يمكن للحاكم أن يكون قدوة للمحكومين، فالرفق يجعله محببا عند محكوميه، والاعتدال يطيل سلطانه، وبالتالي الدولة. بهذا يقر ابن خلدون أن السياسة يمكن أن تحقق خير الحاكم والمحكوم، العدل والوفاء، الاعتدال والمحبة. هكذا يضع ابن خلدون رابطا قويا بين الأخلاق والسياسة، في مقابل الفصل الواضح بينهما عند مكيافيلي.
3- الدولة بين الحق والعنف:
ما العنف؟  إنه كل أذى يلحقه فرد أو جماعة بالغير، أو بالحيوان، أوالطبيعة . كما قد يكون العنف مادي أو رمزي، ويتم في الممارسة السياسية التركيز على العنف المادي. فهل تتنافى ممارسة العنف مع دولة الحق؟
ماكس فيبر:
يؤكد فيبر أن العنف خاصية الدولة المميزة، إذ بدونه تختفي الدولة، لهذا تعمل الدولة جاهدة لاحتكار العنف وعدم السماح بممارسته إلا بموافقتها، بهذا يعتبر عنف الدولة وحده مشروعا، ذلك لأنه يرتبط بالمصلحة العامة.
جاكلين روس: 
تعتبر روس أن العنف داخل الدولة لا ينفي عن الدولة الحق، إن دولة الحق والقانون تتسم بملامح ثلاث: احترام كرانة الشخص، سيادة القانون، الفصل بين السلط... بهذا تتميز دولة الحق بممارسة معقلنة للسلطة، تعتبر الفرد غاية وليس وسيلة.
خلاصة:
يكشف مفهوم الدولة عن جانب أساسي في الوجود الإنساني، الجاني الإجتماعي المنظم، والذي تسهر الدولة على سيره ونظامه، وسيلتها في ذلك العنف المؤطر بالقانون، والحفاظ على كرامة الشخص، وترسيخ إنسانيته.

الاثنين، 17 مارس 2014

مفهوم الشغل

درس الشغل
تقديم:
  يمكن اعتبار الشغل أهم فاعلية بشرية، بحيث إذا تجاوزنا تعريفه من حيث ما هو عليه، وهذا ما تعرفنا عليه في المجزوءة الأولى، فسنجد أنه الأكثر تأثيرا في الواقع، أي تغييرا للطبيعة وذلك ليس إلا من خلال الشغل. ليس هذا فقط بل إننا نختزل وجوده من خلال العمل الذي يقوم به، فنقول: فلان طبيب، والآخر مهندس... وهكذا يختزل الإنسان في نظر الآخرينفي ما يقومون به، بل إن أحلامنا ترتبط بشكل مباشر بالعمل الذي نود في المستقبل القيام به. لكن الشغل يطرح مفارقات لا تنتهي تكاد تعصف بالصورة التي أخذناها عنه، فهو عمل شاق، يستغرق بل يسرق أجمل فترات حياتنا، وبالتالي  يبعدنا عن الحياة نفسها، بحيث لا نندم على شيء أمام الموت إلا أننا قضينا أكثر مما ينبغي في الشغل، ولم نستمتع بنتائجه، أو لم نهتم بأعمال ستبدو أهم منه.
    يتموقع الشغل كوسيط بيننا وبين الطبيعة وبيننا وبين بعضنا البعض، فوضع التلميذ داخل أسرته سيتغير بعد التحاقه بالعمل، أما بقاؤه بدون عمل فسيؤدي إلى نتائج مخيبة للجميع، ولا يبدو أنه من الضروري أن نذكر بأهمية الشغل في خلق قوة الأمم، وليست اليابان وألمانيا منا ببعيد. الشغل إذن ليست قضية فردية بل اجتماعية بامتياز، لذلك أي تفكير في الشغل يجب أن يستحضر كل هذه الجوانب، فردية، اجتماعية، اقتصادية...
   نتحدث إلى حد الآن وكأن الإنسان وحده يشتغل، وكأن الكائنات الأخرى لا تبذل أي جهد للإستمرار، وهذا غير دقيق، لكن من المهم أن نميز بين عمل الإنسان وأنواع المجهود التي يقوم بها الحيوان، وبالتالي ضرورة استدعاء البعد التاريخي، وبالتالي التطور الذي عرفه الشغل، وأخيرا الشغل بين كونه عامل تحرير للفرد أو استعباد له. وبالتالي كيف يمكن حفظ كرامة الفرد و حفظ تماسك المجتمع مع تحقيق نموه الإقتصادي؟
المحور الأول: الشغل وماهية الإنسان:
المحور الثاني:  تقسيم الشغل :
المحور الثالث: الشغل بين التحرر والاستعباد:
 




السبت، 8 مارس 2014

اليوم العالمي للمرأة، الواقع، الدور، الأمل


تشكل المرأة نصف بالنسبة للرجل، وبالنسبة للمجتمع الكل بدون منازع، قضية المرأة تعتبر من القضايا الأخلاقية والسياسية التي يفرضها الواقع ىالفكري. يعرض هذا الشريط القصير صورة المرأة من طرف المرأة، كيف ترى المراة ذاتها،



الأربعاء، 5 مارس 2014

التقنية والعلم

درس: التقنية والعلم
تقديم:
تبدو التقنية والصناعة والآلات... كمظهر أساسي للفاعلية البشرية. لكن التقنية تبرز مفارقات متعددة تجعلها مفهوما فلسفيا بامتياز، فهي ليست وسيلاة، بل تحدد وتشرط الوجود الإنساني، تبدو مندرجة ضمن المجال الإقتصادي والاجتماعي وكذا السياسي، لكنها تتسم أيضا بنوع من الاستقلالية، إنها متطورة بشكل مستمر، مما يفرض التفكير في مصير الإنسان أمام سيطرة التقنية المتزايدة.
فما هي مميزات التقنية؟ وهل هي خاصية إنسانية؟ وما نتائج تطور التقنية؟

المحور الأول: ماهية التقنية
  يبدو أن حقيقة التقنية وماهيتها هي ضد ما هو شائع، فليست وسيلة، ولا تابعة للأغراض الخارجية الإنسانية، إنها نمط وجود خاص بالإنسان، تفرض اللنظر إليها من زاوية مخالفة للموضوعات الأخرى، إذ لم نعد أحرارا أمامها. 

المحور الثاني : التقنية والعلم
الإشكال: هل التقنية -علم سيرورة مستقلة أم أنها تندرج في سيرورة أعم؟

تأثير التقنية في تطوير العلم وتأثير هذا ا الأخير  في تطوير التقنية لا يحتاج إلى دليل، فكل تغير يلحق أحدهما يؤدي إلى تغير في الطرف الآخر، لكن الدولة والمصالح الإقتصادية بدأت توجه البحث العلمي، وهو بدوره سيغير التقنيات ويطورها، وهي بدورها ستطور المجتمع، وهكذا دواليك. بهذا يؤكد إدغار موران على أن سيرورة التقنية علم تندرج في سيرورة منفتحة تشمل المصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
هذا الموقف يرفضه بالقطع جلبير هوتوا الذي يقدم موقفا يبرز استقلالية التقنية، فهي تتطور بشكل آلي، بدون غاية خارجية، ونظرا لخصائصها كالكونية والشمولية وكونها عابرة للحدود، سيجعلها ضد الثقافة وبالتالي الإنسانية، مادامت تقدم حلا واحدا للمغضلات التي تواجهها، وبالتالي تقضي على التنوع والغنى الذي يميز الثقافة الإنسانية.
بهذا يتبين أن التقنية تتطور بشكل مستمر، والخلاف يبقى في تصر طبيعة هذا التطور، هل يتم بشكل مستقل؟ أم بتوجيه من المصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟

المحور الثالث: نتائج تطور التقنية
نتيجة للتغيرات العلمية التي عرفها العالم الغربي، بنى العقل الغربي فلسفة خاصة تأسست على الموقف الديكارتي، الذي وضع الذات المفكرة كمركز لفهم العالم، وجعل من الطبيعة موضوعا لفعله، وإبراز قدراته. لهذا تنبأ بإمكانية السيطرة والتحكم في الطبيعة، شريطة الإنتقال من الفلسفة النظرية إلى الفلسفة العملية، أي الإنتقال من الفلسفة السكولائية الأرسطية إلى الفلسفة التي تأخذ بنتائج العلم الحديث وتستند إلى الحقائق العلمية الجديدة.
القرون التي تلت القرن السابع عشر سوف تحقق النبوءة الديكارتية وذلك تحقق في نظر مشيل سير بتحالف المشروع الصناعي مع العلم، لكن نتائج هذه السيطرة كانت كارثية على كل الأصعدة، فالتحك انقلب إلى خضوع، والسيطرة انقلبت إلى هدم، والإنتاج انتقل إلى خسارة غير قابلة التعويض، والصحة إلى ظهور أمراض أخطر وهكذا دعى مشيل سير إلى ضرورة التحكم في تحكمنا في الطبيعة، وهذا ماتجسده محاولة المجتمع المدني التأثير في توجهات الدول والمجتمع الصناعي.

السبت، 18 يناير 2014

درس النظرية والتجربة: المحور الأول : التجربة والتجريب

يندرج النقاش حول المعرفة العلمية في إطار مبحث الإبستمولوجية، وبالتالي يجب الإنتباه إلى طبيعة المصطلحات المستعملة، ويطرح المحور الأول التجربة التجريب قضية أساسية تنبع من مفارقة معاشة في بناء المعرفة بشكل عام والمعرفة العلمية على وجه الخصوص، وتتمثل في كون المعرفة العلمية تستمد صدقيتها من التجربة، ولكن هل هذا يلغي الخيال والفكر وبالتالي العقل، بمعنى آخر هل يمكن القبول بأن التجربة وحدها كفيلة بتفسير الظواهر الطبيعية؟ أم أن الخيال جزء لا يمكن استبعاده في بناء النظرية العلمية؟
كلود برنار كما الإتجاه الكلاسيكي عموما يعتبر أن التجربة العلمية هي القول الفصل في بناء ما هو علمي، فالتجربة هي منبع النظرية ومعيار صحتها، وبالتالي يتم التركيز منذ فرانسيس بيكون على ضرورة استبعاد أي تدخل في التفسير ما لم يكن مرتبط بالتجربة، وسوف تحتل الملاحظة الدقيقة قطب الرحى في التجربة العلمية، وذلك لاستبعاد أي مكون ميتافيزيقي في تفسير الظواهر الطبيعية، فالملاحظ حسب برنار يشبه آلة التصوير عليه أن ينصت للطبيعة. وبهذا سوف تكون تفسيراته تبعا للملاحظة الدقيقة والشمولية، فالفرضيات إذن تابعة للملاحظة، كما سيكون القانون النهائي تابع للتحقق التجريبي. بهذا يتبين أن الموقف الكلاسيكي من التجربة العلمية يرجح كافة التجربة أي الواقع على العقل في بناء النظرية العلمية.
هذا الموقف لم يكن قادرا على الصمود أمام التغيرات التي طرحها تطور المعرفة العلمية، حيث ظهرت نظريات علمية لا يمكن الإعتماد في بنائها ولا في فحص مدى صحتها على التجربة بمفهومها الكلاسيكي. ةهذا ما دفع إلى تأسيس التجربة بمفهةمها المعاصر. هذه الأخيرة يحددها روني طوم بكونها تستند إلى الخيالي بقدر استنادها إلى العقلي. وهذا لم يكن إلا التعبير الواضح عن التغير الذي عرفته العقلانية العلمية. أي الإنتقال من العقلانية العلمية الكلاسيكية إلى المعاصرة.