الاثنين، 17 مارس 2014

مفهوم الشغل

درس الشغل
تقديم:
  يمكن اعتبار الشغل أهم فاعلية بشرية، بحيث إذا تجاوزنا تعريفه من حيث ما هو عليه، وهذا ما تعرفنا عليه في المجزوءة الأولى، فسنجد أنه الأكثر تأثيرا في الواقع، أي تغييرا للطبيعة وذلك ليس إلا من خلال الشغل. ليس هذا فقط بل إننا نختزل وجوده من خلال العمل الذي يقوم به، فنقول: فلان طبيب، والآخر مهندس... وهكذا يختزل الإنسان في نظر الآخرينفي ما يقومون به، بل إن أحلامنا ترتبط بشكل مباشر بالعمل الذي نود في المستقبل القيام به. لكن الشغل يطرح مفارقات لا تنتهي تكاد تعصف بالصورة التي أخذناها عنه، فهو عمل شاق، يستغرق بل يسرق أجمل فترات حياتنا، وبالتالي  يبعدنا عن الحياة نفسها، بحيث لا نندم على شيء أمام الموت إلا أننا قضينا أكثر مما ينبغي في الشغل، ولم نستمتع بنتائجه، أو لم نهتم بأعمال ستبدو أهم منه.
    يتموقع الشغل كوسيط بيننا وبين الطبيعة وبيننا وبين بعضنا البعض، فوضع التلميذ داخل أسرته سيتغير بعد التحاقه بالعمل، أما بقاؤه بدون عمل فسيؤدي إلى نتائج مخيبة للجميع، ولا يبدو أنه من الضروري أن نذكر بأهمية الشغل في خلق قوة الأمم، وليست اليابان وألمانيا منا ببعيد. الشغل إذن ليست قضية فردية بل اجتماعية بامتياز، لذلك أي تفكير في الشغل يجب أن يستحضر كل هذه الجوانب، فردية، اجتماعية، اقتصادية...
   نتحدث إلى حد الآن وكأن الإنسان وحده يشتغل، وكأن الكائنات الأخرى لا تبذل أي جهد للإستمرار، وهذا غير دقيق، لكن من المهم أن نميز بين عمل الإنسان وأنواع المجهود التي يقوم بها الحيوان، وبالتالي ضرورة استدعاء البعد التاريخي، وبالتالي التطور الذي عرفه الشغل، وأخيرا الشغل بين كونه عامل تحرير للفرد أو استعباد له. وبالتالي كيف يمكن حفظ كرامة الفرد و حفظ تماسك المجتمع مع تحقيق نموه الإقتصادي؟
المحور الأول: الشغل وماهية الإنسان:
المحور الثاني:  تقسيم الشغل :
المحور الثالث: الشغل بين التحرر والاستعباد: